لمعلمون
كان هناك عدم ارتياح ورضا من أن أهداف التنمية المستدامة تعامل المعلمين بوصفهم «وسيلة للتنفيذ»، الأمر الذي قد يقلل من شأن الإسهام الأساسي لمهنة التعليم في توفير تعليم جيد وبيئة مواتية للتعلم. وتتسم صياغة هذه الغاية بالضعف، مع تصور محدود للقضايا الأساسية التي تمس المعلمين.
ويتناول التقرير الآثار المترتبة على الرصد بالنسبة لالتزام أوسع عبر عنه إطار عمل التعليم حتى عام 2030 بالنص على ضرورة ضمان تمكين المعلمين والمربين وتوظيفهم توظيفاً ملائماً وتدريبهم تدريباً جيداً وتأهيلهم تأهيلاً مهنياً مناسباً، وضمان تمتعهم بالحوافز وأوجه الدعم.
توفير عدد كاف من المعلمين المؤهلين
ما تزال قاعات الدرس المكتظة أمراً شائعاً في الكثير من البلدان الفقيرة، ما يكشف وجود نقص واضح في عدد المعلمين. وهناك تحديان رئيسان في تحديد النقص في عدد المعلمين: تحجب الاحصاءات بشأن معدل توافر المعلمين وجود حالة خطيرة من عدم مساواة داخل البلدان، ولا يمكن الفصل ما بين كمية المعلمين والنوعية. وقد دأب صانعوا السياسات غالباً على التساهل مع معايير التعيين وخفضها لمواجهة زيادة نسبة القيد واكتظاظ قاعات الدرس.
ولا تتوفر سوى بيانات شحيحة بشأن ما تسميه الغاية 4-جـ بـ«المعلمين المؤهلين» الذين تدعو إلى زيادتهم بنسبة كبيرة. والمقصود بالتأهيل هنا هو التأهيل الأكاديمي على الأرجح. في عام 2014، كان 82% من المعلمين كمعدل لديهم الحد الأدنى من المؤهلات اللازمة للتعليم في المرحلة قبل الابتدائية، وترتفع النسبة إلى 93% في التعليم الابتدائي و88% في التعليم الثانوي.
ويغطي المؤشر العالمي للغاية 4 – جـ – النسبة المئوية للمعلمين الذين حصلوا على الحد الأدنى من التدريب – مجالاً واسعاً لكنه يفتقر إلى مؤشر مرجعي يقارن به المعايير الوطنية. مع هذا، هناك دليل واضح على أن العديد من المعلمين لم يحصلوا على الحد الأدنى من التدريب. في الكاريبي، بلغت نسبة معلمي الابتدائية الذين حصلوا على التدريب 85%. وفي أفريقيا الشمالية وآسيا الغربية، بلغت نسبة المعلمين المدربين في التعليم قبل الابتدائي 73%. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أقل من نصف المعلمين في التعليم قبل الابتدائي وثلاثة أرباع المدرسين في المرحلة العليا من التعليم الثانوي تلقوا تدريباً.
وقد زاد مقدار المساعدة المقدمة لتدريب المعلمين ثلاث مرات خلال الفترة من 2002 إلى 2014 لتصل إلى 251 مليون دولار أمريكي، ما يعادل 2% من مجموع المساعدة المباشرة المقدمة للتعليم. واستلمت أقل البلدان نمواً 41% من مجموع المساعدة المقدمة لتدريب المعلمين واستلمت الدول الجزرية الصغيرة النامية 7%.
حفز المعلمين ودعمهم
من الشواغل الرئيسة في مجال رسم السياسات التي تجلت في إطار جدول أعمال 2030 كيفية حفز ودعم المعلمين. وهناك تحديات كبيرة تنطوي عليها عملية جمع المعلومات مباشرة من المعلمين بشأن العوامل المشجعة على الانخراط في مهنة التدريس والبقاء فيها، مثل حوافز المعلمين ورضاهم عن عملهم.
وقد تناول التقرير العوامل الخارجية، المتعلقة في المقام الأول بالسياسات الحكومية: منها التأهيل والحفز والتوجيه، والتطوير المهني المستمر، وظروف العمل والأجور. وتفيد الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم أن نحو 25% من المعلمين في المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي الذين لا تتجاوز تجربتهم في التعليم خمس سنوات قالوا أنهم حظوا بخدمات مرشد خُصص لتوجيههم، وتنخفض النسبة إلى 9% في إيطاليا و6% في تشيلي.
ويعتبر تحسين أجور المعلمين والارتقاء بها إلى درجة تنافسية مجزية من العوامل الأساسية لحشد أفضل العناصر لهذه المهنة واستبقائهم فيها. في الجمهورية الدومنيكية، يبلغ متوسط ما يكسبه المعلمون نحو 70% من ما يكسبه أرباب المهن الأخرى، ويتمتع المعلمون في أورغواي بوضع أفضل بنسبة قليلة.
وعلى العموم، مازال الطريق طويلاً حتى يتيسر الحصول على بيانات موثوقة بشأن رواتب المعلمين، وظروف عملهم، وتسربهم من المهنة.