SUMMARY
VERSION

التنمية المستدامة والمواطنة العالمية

In Cairo, the Recycling School, created with the support of UNESCO, gives children from the Zabbaleen community basic education, as well as health recommendations and practical training to turn recycling into a true profession.

CREDIT: Anne-Laure Cahen/Sipa Press/GEM Report

التنمية المستدامة والمواطنة العالمية

تُعنى الغاية 4.7 أكثر من أي غاية أخرى بالمقاصد الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية للتعليم. فهي تربط التعليم ربطاً واضحاً بالأهداف الأخرى للتنمية المستدامة وتجسد التطلعات التحويلية لخطة التنمية المستدامة الجديدة.

ويركز التقرير العالمي لرصد التعليم على المؤشر العالمي المقترح ويدرس كيف أدرجت المواطنة العالمية والتنمية المستدامة في الأنشطة على نطاق النظام التعليمي، والمناهج الدراسية، مثل اطر المنهاج الدراسي الوطني والكتب الدراسية، وبرامج إعداد المعلمين.

إن تحديد المؤشرات لرصد المعارف والمهارات والمواقف اللازمة للتنمية المستدامة مسألة شاقة. ويدرس التقرير المبادرات التي يمكن أن تستخدم لرصد عملية حيازة المعارف والمهارات ذات الصلة، ومواقف الشباب والكبار.

تتماشى الغاية 4.7 تماشياً كبيراً مع إطار التعليم مدى الحياة، ولكنها لا تحدد مستويات التعليم أو الفئات العمرية التي تنطبق عليها موضوعاتها. وتركز المؤشرات العالمية والمواضيعية بشكل أساسي على الأطفال والمراهقين في التعليم النظامي. ولا يتناول أي مؤشر من المؤشرات المواضيعية تناولاً واضحاً وصريحاً المتعلمين الكبار في إطار التعليم غير النظامي وغير الرسمي.

المناهج الدراسية

تمثل المناهج الدراسية الطريقة الرئيسة التي تُنقل بواسطتها عادة المعارف والمهارات اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة والمواطنة العالمية. ويقترح أحد المؤشرات المواضيعية قياس مدى الاضطلاع على الصعيد الوطني بتنفيذ إطار البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان. وتتجلى في المؤشر عناصر الغاية 4.7 فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية والتسامح، وأمور أخرى.

وثمة مؤشر آخر من المؤشرات المواضيعية المقترحة الخاصة بالغاية 4.7 – النسبة المئوية للمدارس التي تعلم مهارات حياتية بشأن فيروس نقص المناعة (HIV) وتقدم تعليماً في التربية الجنسية – يستجيب لخمسة عناصر واردة في هذه الغاية، هي: حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والترويج لثقافة السلام، ونبذ العنف، والمعارف والمهارات اللازمة لتعزيز التنمية وأساليب العيش المستدامة. وقد أدرجت بعض البلدان هذا المؤشر في نظم المعلومات لإدارة التعليم، وفي الاستقصاءات المدرسية، ما يسمح برصد أفضل في المستقبل.

 

شددت ثلاثة أرباع البلدان على قضايا التنمية المستدامة بطريقة أو بأخرى في مناهجها الدراسية خلال الفترة من عام 2005 إلى 2015 Click to Tweet

ومن شأن إجراء المزيد من البحوث في موضوع المناهج الدراسية أن يساعد في فهم التقدم على طريق تحقيق الغاية 4.7. ولا بد من توفر قوائم بأطر المنهج الدراسي الوطني والمواد ذات الصلة. وبين تحليل أجراه التقرير العالمي لرصد التعليم لأكثر من 110 وثائق تخص المنهج الدراسي الوطني للتعليم الابتدائي والثانوي في 78 بلداً، أن خلال الفترة من عام 2005 إلى 2015 شددت ثلاثة أرباع البلدان على قضايا التنمية المستدامة بطريقة أو بأخرى، لكن لم يذكر سوى عدد قليل منها مفردات أو مصطلحات ذات صلة بالمواطنة العالمية. والشيء نفسه ينسحب على موضوع المساواة بين الجنسين: إذ أقل من 15% من البلدان اعتمدت مصطلحات أو عبارات مثل: تمكين المرأة أو التمكين الجنساني، والتكافؤ بين الجنسين، ومراعاة قضايا الجنسين، وذكر نصف البلدان عبارة المساواة بين الجنسين.

الكتب المدرسية

ينطوي التقدم الذي أحرز مؤخراً في تحليل محتوى الكتاب المدرسي على إمكانية واعدة لقياس محتوى المناهج الدراسية. وقد جُمعت للتقرير العالمي لرصد التعليم ثلاث مجموعات من البيانات عن الكتب المدرسية للمدارس الثانوية في مواد التاريخ والتربية المدنية والدراسات الاجتماعية والجغرافيا. وأظهر التحليل أن ما يقارب 50% من الكتب المدرسية ذكرت حقوق الإنسان في الفترة الممتدة من عام 2000 إلى عام 2013، مقابل 5% في الفترة الممتدة من 1890 إلى 1913. وأكثر بقليل من 10% من الكتب المدرسية في أفريقيا الشمالية وآسيا الغربية ذكرت حقوق المرأة في العقد الأخير. وبيّن هذا التحليل أنه من الممكن وضع قياسات سليمة وموثوقة باستخدام الكتب المدرسية. وينبغي إنشاء آلية رصد منتظمة لتوفير بيانات عن محتوى الكتب المدرسية قابلة للمقارنة على الصعيد العالمي

تدريب المعلمين

ينبغي إعداد المعلمين للتعليم في المجالات المتعلقة بالتنمية المستدامة والمواطنة العالمية. 8% فقط من البلدان الستة والستين التي جرى مسحها أدرجت موضوع التنمية المستدامة في منهاج تدريب المعلمين في عام 2013 بعد أن كانت النسبة 2% فقط في عام 2005. ومن النادر أن يكون محتوى برنامج تدريب المعلمين متاحاً بسهولة، ولكن تم جمع بعض المعلومات، معظمها إقليمية. وهناك حاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود لتقييم المفاهيم في التي تنطوي عليها الغاية 4.7 فيما يخص إعداد وتدريب المعلمين. إن تطبيق بروتوكول للترميز القياسي على المناهج التعليمية في مراكز تدريب المعلمين سيجعل من الممكن تحليل فعالية التطور المهني في عملية إعداد المعلمين للتكيف مع مختلف مجتمعات الطلاب والاستجابة لها.

الأنشطة خارج قاعات الدرس

ليست المدرسة المكان الوحيد الذي يستقي منه الطلاب معلوماتهم عن التنمية المستدامة والمواطنة العالمية وإنما أيضاً من خلال النوادي الأكاديمية، والجمعيات الطلابية، والرياضة، ونوادي المناظرة، والعروض المسرحية، والفرق الموسيقية، والعمل الطوعي وغيرها من الأنشطة. وقد وجد تحليل عُمل خصيصاً للتقرير العالمي لرصد التعليم أن أنشطة مصممة تصميماً جيداً وجامعة ومتاحة للجميع قادرة على تحسين حل النزاعات والتماسك الاجتماعي، وزيادة الوعي بشأن الأطر القانونية والمفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان، وتعزيز الشعور بالمواطنة العالمية. بيد أن أدوات جمع المعلومات القائمة لا تهتم اهتماماً كافياً بنوعية التجارب وعمليات التطوير في هذه الأنشطة. ثم إن غياب معايير مشتركة للإبلاغ ورفع التقارير يحد من فرص الحصول على بيانات موثوقة وقابلة للمقارنة على الصعيد العالمي.

النتائج

ليس من السهل رصد التطلعات الأساسية للغاية 4.7 أي اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لاكتساب المواطنة العالمية ودعم التنمية المستدامة. ويمكن كنقطة انطلاق اكتساب فهم أساسي تكافلي للتاريخ العالمي والجغرافيا والمؤسسات الدولية والعمليات العالمية، ولكن لا يوجد في هذا المجال سوى القليل من التقييمات المعرفية. وتفيد البيانات أن ثلثي الطلاب فقط على دراية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الكثير من البلدان.

ويكمن أحد التحديات الرئيسية في حالة الشد والجذب بين القيم المحلية والالتزامات العالمية المتزايدة. وتسعى مبادرات جرت مؤخراً إلى تحسين آليات الرصد للغاية 4.7 فيما يتعلق بالمراهقين لا سيما في المدارس الثانوية. وفي عام 2016، بدأت اليونسكو والرابطة الدولية لتقييم العائد التعليمي، بالتعاون الرسمي في مجال قياس المعرفة بشأن المواطنة العالمية والتنمية المستدامة. وترمي مقاييس التعلم للمرحلة الابتدائية في جنوب شرق آسيا، التي تركز على المواطنة العالمية في الصف الخامس، على وضع تقييمات مقارنة تنسجم أكثر مع الظروف المحلية.